ياسر أيوب يكتب: الغاضبون في الأهلي.. والهاربون من أدوارهم في

علي جمهور الأهلي مراعاة فروق التوقيت
بعد البيان الذي صدر عن إدارة النادي الأهلي تؤكد فيه ترفعها عن الاستمرار في النزاع علي حسني عبدربه وعدم اللجوء للاتحاد الدولي لكرة القدم وعدم التمسك بلاعب سبق أن أبدي وأكد عدم رغبته تحت أي ظروف في اللعب للنادي الأهلي..
بات من حق كثير من جماهير الأهلي أن تغضب من وعلي إدارة ناديها وتتهمها بالضعف والتراخي والتفريط في حقوق الأهلي ومكانته.. صحيح أن غضب بعض هذه الجماهير تجاوز كل حدود وآفاق كانت دائما تحكم العلاقة في الأهلي بين الإدارة والجمهور.. إلا أن الغالبية التي لم تتجاوز في شيء ولم تتطاول علي أحد.. بقيت تشعر بالأسي والاستياء والانزعاج.. والأهم من ذلك أنها لم تعد تفهم السر والدواعي والأسباب الحقيقية وراء هذا القرار.. فأزمة حسني عبدربه ليست حديثة أو جديدة ولا هي حتي أزمة مفاجئة وطارئة..
والأهلي طوال تلك الأزمة لم يكن يصدر عنه رسميا إلا تأكيدات مستمرة ومتكررة بأن الأهلي ليس طرفا في الأزمة.. وحسني عبدربه لم يعلن فقط منذ أيام أنه لا يريد ولا يرحب باللعب للأهلي وإنما هو يقول ذلك منذ أن انفجرت تلك الأزمة ورغم ذلك لم يبد أي مسؤول في الأهلي أي انزعاج أو استياء من اللاعب ومن كل هذا الرفض غير اللائق ـ وغير المهذب أحيانا ـ لارتداء الفانلة الحمراء..
وفجأة ودون أي مناسبة أو تمهيد.. يصدر ذلك البيان الرسمي الذي يتضح منه أن الأهلي طرف أصيل في تلك الأزمة وأن له حقوقاً يمكن أن يتمسك بها أو يتنازل عنها.. فجأة يجتمع مجلس إدارة الأهلي منذ ثلاثة أيام فقط ليرفض التمسك بلاعب سبق أن أعلن رفضه للأهلي منذ قرابة العام.. فكان لابد أن يبدأ الغضب في الشوارع والبيوت والمقاهي والمنتديات.. غضب له أكثر من عذر ومبرر وتفسير..
ففي كل المسائل شديدة الحساسية والأهمية.. يصبح توقيت القرار ربما أكثر أهمية من مضمون القرار نفسه.. والقرار الذي قد يكون صحيحا.. ممكن أن يصبح قرارا خاطئا لمجرد أنه صدر في الوقت الخطأ.. وقد سبق أن طالب كثيرون ـ وكنت واحدا منهم ـ إدارة الأهلي بأن تعلن رفضها لحسني عبدربه بعدما كرر وألح علي رفضه للأهلي.. وأن تتمسك إدارة الأهلي بحقوقها سواء المالية أو المعنوية..
ولكن إدارة الأهلي لم تكترث بكل هذه المطالب ولم تعلن عن أي موقف واضح ومحدد.. ويتبين الآن أن اللاعب الذي رفض اللعب للأهلي.. يرفض أيضا أن يرد للأهلي حقوقه المالية بدعوي أنه أنفق المال الذي أخذه من الأهلي في شراء بيت أنيق وفخم في القاهرة.. وأنه سيرد للأهلي أمواله ولكن علي دفعات سيأتي أوانها لاحقا..
وقيل أيضا إن اللاعب بهذا الموقف.. وهذه المماطلة.. يرد علي الأسلوب غير اللائق الذي تعامل به الخطيب مع اللاعب ووالده.. وأنا لا أصدق أن الخطيب ممكن أن يسلك مثل هذا السلوك مع حسني عبد ربه أو مع أي أحد آخر.. ولا أصدق أيضا أن حسن حمدي اضطر لمثل هذا الموقف نتيجة ضغوط سياسية وتلويح بتهديدات وتداعيات قد تطال مكانة حسن حمدي نفسه ومكانه في مؤسسة الأهرام إن لم يغلق ملف حسني عبدربه نهائيا..
وحتي لو كانت هناك ضغوط.. فحسن حمدي ـ بجماهير الأهلي ومساندته ـ يصبح أقوي من أي ضغوط سياسية وأقوي حتي من الأهرام وإعلانات الأهرام.. ولكنني أصدق فقط أنه مجرد توقيت خاطئ اعتادت إدارة الأهلي ممارسته منذ أن كان الإعلام يسهل تأميمه والسيطرة عليه.. ومنذ أن كان جمهور الكرة ممنوعا من التعبير عن رأيه ولا يملك إلا حق الصمت والبقاء وانتظار أي رأي أو قرار رسمي يأتيه وقتما يشاء أصحاب السلطة والقرار..
وأصدق أيضا أن قرار الأهلي الأخير ممكن جدا أن يأتي في إطار صفقة حاولت إدارة الأهلي أن تعقدها مع الدولة ووزارة الإعلام واتحاد الكرة للسماح للأهلي بإطلاق قناته التليفزيونية الجديدة بالشكل والتصور الذي يريده مسؤولو الأهلي ومسؤولو هذه القناة الجديدة.. وهو مبرر لن يقبله كثيرون من أبناء الأهلي وعشاقه..
فالأهلي في قناته الجديدة لم ولن يكون أبدا مضطرا لأن يمتلك حقوق مبارياته حصريا وألا تذيعها إلا قناة الأهلي الجديدة.. ومن يتخيل ذلك أو يبن رؤيته وفق هذا المنطق فهو مسؤول لا يعرف ولا يفهم منطق وفلسفة القنوات التليفزيونية الخاصة بالأندية سواء في أوروبا أو غيرها.. وأن الدوريات في العالم كله ليست سلعة يمكن بيعها بالجملة أحيانا وبالتجزئة أحيانا أخري.. عشر مباريات لهذا وخمس مباريات لذاك.. ومباراتان لمن يدفع سعرا أعلي.. مسؤول لا يعرف ولا يدرك أن شعبية الأهلي وحدها قادرة علي أن تجعل قناة الأهلي في وقت قليل جدا.. وبقليل من الجهد والفكر.. هي الأولي في مجالها حتي دون امتلاك ولو مباراة واحدة حصريا..
ولم يكن هناك داع لأن تقحم إدارة الأهلي نفسها من جديد وسط أزمة ليس من الواضح كيف ولمصلحة من ستنتهي.. والسياسة الحكيمة هي التي تحددها المواقف والقرارات الحاسمة بصرف النظر عن عواقبها وليست السياسة التي تدار بمنطق عقد الصفقات والاتفاقات الخاصة وغير المعلنة..
وكان الأولي بإدارة الأهلي وإدارة اتحاد الكرة أيضا أن يخرجا إلي النور وأمام كل الناس ويعلنا سياسة جديدة للكرة في مصر تتضمن إلغاء أكذوبة رغبة اللاعب كقاعدة تسبق تعاقد هذا اللاعب مع أي ناد سواء كان للأهلي أو للزمالك أو الإسماعيلي أو أي ناد آخر.. وأن الأهلي لن يشكو حسني عبدربه للفيفا رغم تلاعب اللاعب الواضح بحقوق الأهلي ولكن مقابل وضع مبدأ تتفق عليه بقية الأندية في عدم تصعيد أي أمور للفيفا مستقبلا بنفس المنطق ولنفس الأسباب التي جاءت في البيان الرسمي للنادي الأهلي.
(٢)
الهاربون من أدوارهم
أفهم أن يسافر حسن صقر.. كرئيس للمجلس القومي للرياضة.. إلي بكين لحضور افتتاح الدورة الأوليمبية الليلة.. كممثل للرئيس مبارك أو للحكومة المصرية مثل دول أخري كثيرة تلقت الدعوة الصينية للمشاركة في افتتاح الدورة الأوليمبية.. ولكنني أخشي أن يبقي حسن صقر هناك مثلما جري في نهائيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم في غانا..
وأن يبدأ حسن صقر هناك في بكين مباشرة سلطاته كرئيس حقيقي للبعثة الأوليمبية المصرية.. ولو حدث ذلك.. فستصبح مصر هي الدولة الوحيدة في بكين التي أرسلت حكومتها إلي هناك قبل أن ترسل لاعبيها.. لو حدث ذلك ولم يعد اللواء منير ثابت فورا علي أول طائرة.. فلن يصبح من حق منير ثابت بعد ذلك مطلقا أن يتحدث عن أي شيء له علاقة سواء بالرياضة أو الميثاق الأوليمبي..
وفي الأغلب سيبقي حسن صقر.. ولن يغضب منير ثابت.. وسيتصالح حسن مصطفي مع حسن صقر.. وسيعودون معا علي الطائرة العائدة ـ إن فازت مصر بأي ميدالية ـ وهم يرسمون علي وجوههم الابتسامات الملفقة والكاذبة.. وكأن شيئا لم يكن.. ولكنني أصبحت أشك في أن الناس يمكن أن تقبل ذلك مرة أخري من جديد.. فالناس بدأت تشعر بالضيق والقرف من كل ما يجري.. من كل هؤلاء الهاربين من أدوارهم بحثا عن أدوار أخري..
فحسن صقر هارب من دوره كمسؤول حكومي عن الرياضة المصرية وسافر إلي بكين بحثا عن دور ليس له وعن مساحة ليست من حقه.. ومنير ثابت هارب دوما من دوره كرئيس للجنة الأوليمبية المصرية وليس مهموما بتلك اللجنة ولا باستقلالها المادي قبل المعنوي.. بل وليس مهموما أو مشغولا حتي بتشكيل البعثة الأوليمبية المصرية التي شهدت مجاملات وتجاوزات فاضحة في اختيار اللاعبين سواء في الجمباز أو تنس الطاولة أو كرة الريشة.. وحسن مصطفي استهوته حكاية اللعب بالصفات.. فيصبح رئيسا للاتحاد الدولي حين نبدأ في محاسبته كرئيس للاتحاد المصري.. ويصبح رئيسا للاتحاد المصري حين يبدأ أي أحد في التساؤل عما جنته مصر..
بعد كل ما قدمته من مال ودعم وجهد.. ليصبح أحد أبنائها رئيسا للاتحاد الدولي لكرة اليد.. وبات من الواضح أننا لسنا في حاجة لمجرد لائحة أو قانون جديد للرياضة.. ولكننا في حاجة أكثر لقاموس رياضي يشرح لنا ما هو منصب رئيس المجلس القومي للرياضة وما حدوده وواجباته ومسؤولياته.. ونفس الشيء بالنسبة للجنة الأوليمبية المصرية ولكل رؤساء الاتحادات الرياضية في مصر
(٣)
الشعب المصري الشقيق
المشير طنطاوي.. وزير الدفاع.. يتدخل لإنقاذ سمعة مصر وصورتها.. وإنقاذ كأس العالم للشباب لكرة القدم.. هذا هو الخبر الذي أعدكم جميعا بقراءته كثيرا طيلة الشهرين المقبلين قبل أن تأتي لجنة تفتيش الفيفا في شهر أكتوبر لتكتشف أننا في مصر كنا مشغولين بأمور وأشياء أخري رأيناها أكثر أهمية وجدوي من اصلاح ملاعبنا غير الصالحة للعب كرة القدم كما يعرفها ويلعبها العالم من حولنا.. وأنا مبدئيا أشكر المشير طنطاوي علي كل ما قام به وما سيقوم به مستقبلا من أجل مصر ومن أجل الكرة المصرية..
ولكنني مع الشكر أود التساؤل عن اللجنة المنظمة لتلك البطولة.. أين هي وما الذي تقوم به بالضبط وهل كل دورها أن تخاطب المشير ترجوه دعمها ومساندتها وإصلاح ملاعبها وملاعبنا.. وهل من المفترض أن نبقي نسكت وننتظر حتي قرب وصول لجنة التفتيش التابعة للفيفا من جديد.. ليطل علينا مرة أخري أعضاء هذه اللجنة وهم يتغنون بعطائهم لمصر وحبهم المضني لها وتضحياتهم الهائلة من أجل صورة مصر وسيرتها في العالم.. لماذا لم يتفضل رئيس وأعضاء اللجنة بتقديم تقارير دورية عن استعدادات مصر لهذه البطولة..
وما الخطوات التي يقومون بها حتي لا يضطر الـ«فيفا» لسحب البطولة من مصر.. لماذا لا يعلنون بوضوح وشفافية عن الأموال التي يحتاجونها لإصلاح الملاعب وغيرها لاستضافة تلك الدورة.. لماذا كل هذا التعتيم والغموض والسرية في كل الأمور والخطوات وكأنه مطلوب من الإعلام أن يتابع عن بعد.. وعلي استحياء.. جهود الشعب المصري الشقيق لاستضافة نهائيات كأس العالم للشباب؟!
(٤)
الشباب.. مراكزهم ومجلسهم القومي
كتبت الأسبوع الماضي عن أزمات عديدة في مراكز الشباب.. وأوضح لي الدكتور صفي الدين خربوش رئيس المجلس القومي للشباب رؤيته لمثل تلك الأزمات وأبدي استعداده الدائم والمطلق للانحياز للشباب ومراكزهم سواء في قراهم أو مدنهم.. وأنا أشكره علي مثل هذا الاهتمام وهذا الانحياز.. أشكره أيضا علي دعمه الرياضي لكثير من مراكز الشباب، متجاوزا بذلك تلك الفواصل والحدود الساذجة والوهمية بين مجلس قومي للرياضة وآخر.. قومي أيضا.. ولكن للشباب..
وأرجو ألا أكون مفرطا في استغلال تجاوب الدكتور صفي خربوش وسماحته وأنا أطلب منه.. إلي جانب حسم قضايا مراكز شباب سموحة ومدينة القناطر الخيرية وعرب الحارث وكفر الحارث.. أن يوافق علي تأسيس مركز شباب جديد في كفر عطالله سلامة بمركز الزقازيق خاصة أن أهل الكفر بالجهود الذاتية والحقيقية قدموا خمسة قراريط بجوار مبني من ثلاثة أدوار يريدون استغلاله لامتلاك وحدة صحية ومركز للشباب.. تجربة جديدة أرجو أن يلتفت لها الدكتور صفي الدين خربوش والدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة والمستشار يحيي عبدالمجيد محافظ الشرقية.. وبالطبع إذا كانت الزقازيق لا تزال حتي الآن تملك نوابا يمثلون أهلها في مجلس الشعب.
(٥)
حكايات كبيرة في رسائل صغيرة
* أشكر المهندس حسن صقر علي الثمانية ملايين جنيه التي كانت أرباح مصر من تنظيم الدورة العربية.. وأتمني أن نرفض بعد ذلك تنظيم أو استضافة أي بطولة لا تأتي بأي أرباح أو مكاسب لينتهي زمن الشعارات الجوفاء والفارغة.
* بعد مكالمة التهنئة والدعم التي تلقاها نصر أبوالحسن عقب نجاحه في انتخابات رئاسة الإسماعيلي من رأفت عبدالعظيم الذي كان ينافسه علي المنصب.. أتصور أن يلتزم الجميع في الإسماعيلية بنتائج تلك الانتخابات دون طعون مستقبلية ومؤامرات وصفقات لن يدفع ثمنها إلا الإسماعيلي.
* عمر عبدالعزيز ومحمد ياسين ومروان حامد ورامي إمام.. كلهم أصدقاء أعزاء ومخرجون موهوبون.. وأيضا عشاق لكرة القدم.. والـ«فيفا» يطالب الآن بفيلم تسجيلي عن كرة القدم في فلسطين.. حكايتها ونجومها وقضاياها.. فهل يمكن لأحد منهم أن يتطوع للقيام بهذه المهمة من أجل فلسطين وأطفال فلسطين؟!
* بعد فوز سموحة بالدورة الكروية الصيفية.. وبعد رغبة نادي فور كورنرز الإنجليزي في التعاقد مع الناشئ محمود حسام لاعب نادي الصيد.. يمكن التأكيد علي أن فرج عامر وحسين صبور يملكان رؤية جديدة ومختلفة لإدارة الكرة في مصر بأشكال غير تقليدية ولأهداف لا يعرفها حتي الآن معظم أنديتنا التي تدعي أنها أندية ضليعة في كرة القدم.